السوق غير الرسمي في مصر: ظاهرة معقدة

مقدمة

مصر، بلد غني بالتاريخ والثقافة، معروف أيضًا بسوق غير رسمي حيوي للغاية. يتناول هذا المقال عالم السوق غير الرسمي في مصر، حيث يفحص سماته ويعرض تأثيره على الاقتصاد والمجتمع. بدعم من الإحصاءات ذات الصلة، نستكشف حجم وديناميات هذا القطاع المزدهر.

تحديد السوق غير الرسمي

السوق غير الرسمي، المشار إليه عادة بالاقتصاد الخفي أو السوق السوداء، يشمل الأنشطة الاقتصادية غير المنظمة التي تعمل خارج التنظيمات والمؤسسات الرسمية. يتضمن هذا القطاع الأعمال المتوسطة الحجم وباعة الشوارع والحرفيين ومقدمي الخدمات، حيث يتم إجراء المعاملات في الغالب بالنقود النقدية بدون وثائق رسمية.

الحجم والمساهمة

يلعب السوق غير الرسمي دوراً هاماً في الاقتصاد المصري. وفقًا لتقديرات منظمة العمل الدولية، بلغت حصة القطاع غير الرسمي في مصر نحو 45% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2020. وهذا يدل على مساهمته الهامة في الناتج الاقتصادي العام.

فرص العمل

يوفر السوق غير الرسمي فرص عمل لنسبة كبيرة من السكان المصريين. وفقًا لدراسة أجرتها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (كابماس)، كان حوالي 60% من السكان العاملين في مصر مشتغلين في القطاع غير الرسمي في عام 2020. وهذا يبرز أهمية هذا القطاع كمصدر للعيش، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لديهم وصول محدود إلى فرص العمل الرسمية.

قابلية الشراء للمستهلكين

أحد المزايا الرئيسية للسوق غير الرسمي هو قدرته على توفير السلع والخدمات بأسعار معقولة للمستهلكين. يقدم بائعو الشوارع، على سبيل المثال، مجموعة واسعة من المنتجات بأسعار أقل مقارنة بالمتاجر التجزئة الرسمية. وفقًا لتقرير من البنك الدولي، يعتمد حوالي 60% من السكان الحضريين في مصر على السوق غير الرسمي لشراء السلع والخدمات الأساسية.

دوافع السوق غير الرسمي

هناك عدة عوامل تساهم في نمو واستدامة السوق غير الرسمي في مصر. تدفع مستويات الفقر والبطالة العالية الأفراد إلى البحث عن سبل عيش بديلة في القطاع غير الرسمي. تشير دراسة أجرتها المركز المصري للدراسات الاقتصادية إلى أن معدلات الفقر والبطالة في مصر بلغت نحو 32% و 7% على التوالي في عام 2020، مما يؤكد أهمية السوق غير الرسمي كشبكة اقتصادية تأمينية.

التحديات والفرص

بينما يعد السوق غير الرسمي أمرًا حيويًا للاقتصاد المصري، إلا أنه يعرض أيضًا تحديات. يمكن أن يؤدي عدم التنظيم والمراقبة إلى التهرب الضريبي والمنافسة غير العادلة وسوء جودة السلع والخدمات. غالباً ما تعمل الشركات غير الرسمية بدون حماية قانونية أو حقوق الضمان الاجتماعي. و وحقوق الضمان الاجتماعي. ومع ذلك، هناك فرص للتعامل مع هذه التحديات.

من خلال تشريع جوانب محددة من القطاع غير الرسمي، يمكن للحكومة المصرية توسيع قاعدة الضرائب وتعزيز حماية المستهلك. ومن خلال تشجيع التكامل التدريجي للشركات غير الرسمية في الاقتصاد الرسمي، يمكن تعزيز النمو الاقتصادي وضمان رفاهية العمال والمستهلكين.

في النهاية , يُعَد السوق غير الرسمي في مصر قطاعًا هامًا وديناميكيًا يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد والمجتمع. لا يمكن تجاهل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وفرص العمل وقابلية الشراء للسلع والخدمات. التوازن بين التنظيم والدعم هو الأساس لاستغلال إمكانات السوق غير الرسمي ومعالجة تحدياته. من خلال الاعتراف بقيمة هذا القطاع وتنفيذ سياسات تسهل تشكيله الرسمي، يمكن لمصر أن تخلق اقتصادًا شاملاً ومستدامًا للجميع.